مدة النفاس بعد الإجهاض في الشهر الأول ، تعتبر من الفترات الأكثر أهمية وصعوبة على المرأة حيث تمر خلال ذلك الوقت ببعض التغييرات الهرمونية والجسمانية للتعافي من سقوط الجنين ، حيث يطرد الجسم الجنين عبر الدم المهبلي ويبدأ الرحم في استعادة وضعه الطبيعي وتنتظم الهرمونات في الجسم بعدما كانت مرتفعة فترة الحمل ، وسوف نوضح المزيد عن مرحلة النفاس بعد سقوط الجنين عبر موقع أنا مامي.
يعتبر الإجهاض في الشهر الأول شائع بين الأمهات الحوامل حيث في الغالب يحدث قبل معرفة المرأة بحدوث حمل أو قبل ظهور علامات الحمل المتعارف عليها ، وسوف نوضح مدة النفاس بعد الإجهاض في الشهر الأول.
يشير الأطباء أن مدة النفاس بعد الإجهاض تتفاوت بين النساء تبعاً لبعض العوامل أبرزها قوة التقلصات وعمر الجنين فكلما كان الإجهاض مبكر كلما قلت مدة النفاس والعكس صحيح.
في حالة النفاس بعد الإجهاض في الشهر الأول عادة تستمر لمدة أسبوع فقط ، وبالرغم من ذلك قد تطول تلك المدة عند بعض النساء لمدة عشرة أيام أو أسبوعين كحد أقصى.
خلال فترة النفاس يقوم الجسم بطرد أنسجة الحمل الممثلة في الجنين والمشيمة وذلك عبر النزيف المهبلي التي يتسم بالثقل والغزارة في الأيام الأولى ثم يقل من حيث الكمية وسرعة التدفق إلى أن يتوقف ، وعادة يرافق ذلك الدم النازل تقلصات في الرحم متوسطة أو قوة التي تحفز أنسجة الجنين على الخروج من الرحم خارج الجسم عبر المهبل.
نظراً لأن الإجهاض في الشهر الأول يعتبر إجهاض مبكر للغاية تسأل الأمهات هل يعد ذلك وفقاً للشريعة الإسلامية نفساء أو غير نفساء ، وذلك لمعرفة إيجاز أو تحريم الجماع والفروض الدينية ، وسوف نوضح ذلك.
يؤكد فقهاء الدين الإسلامي أن الإجهاض في الشهر الأول لا يعد المرأة في تلك الحالة نفساء حيث يكون الدم النازل عليها خلال ذلك الحين دم فاسد ، وبناءً على ذلك يحق لها ممارسة الفروض الدينية أو الجماع مع الزوج ، وذلك لأن الجنين غير متخلق ، حيث أن التخليق هو العامل الذي يحدد إذا كانت المرأة نفساء أو غير نفساء.
وفقاً لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام أن التخليق يحدث حين يبلغ عمر الجنين ثمانين يوم وليس قبل تلك المدة ، وذلك حين قال (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوح ).
وهذا يعني أن الإجهاض قبل اكتمال عمر الحمل 80 يوم تعتبر فيه المرأة غير نفساء ، بينما في حالة أن يحدث الإجهاض بعد اكتمال 80 يوم تعتبر فيها المرأة نفساء يحرم عليها الجماع مع الزوج وكافة أشكال الفروض الدينية.
بشكل عام ، يوصى الأطباء النساء بعد الإجهاض في الشهر الأول بأهمية أتباع بعض النصائح التي تساعد على التعافي السريع وتنظيف الرحم وتفادي أي مضاعفات
النظافة الشخصية
يوصى بعد الإجهاض الحرص على النظافة الشخصية من خلال تنظيف المنطقة التناسلية بالماء الفاتر ، مع استعمال الفوطة الصحية وتغييرها كلما امتلأت بالدم وذلك لامتصاص الدم النازل ، وفي المقابل يحذر من استعمال السدادة القطنية في تلك الفترة لأنها تزيد من خطر الإصابة بعدوى.
التغذية السليمة
ينبغي أتباع نظام غذائي صحي بعد الإجهاض لتعزيز قدرة الجسم على بناء كرات الدم الحمراء وذلك للوقاية من فقر الدم الناجم عن فقدان الجسم نسبة كبيرة من الدون دون أن تعويض ، وهو ما يتطلب تناول مشتقات الحليب والبيض والبروتين والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات ، مع الإكثار من الأطعمة الغنية بالحديد وحمض الفوليك.
المكملات الغذائية
تعتبر من أشكال الأدوية الهامة بعد الإجهاض حيث تعمل على إمداد الجسم بالعناصر الغذائية التي تعزز العمليات الحيوية وتساعد على تسريع التعافي ، فضلاً عن دورها في تكوين مخزون جيد من المعادن والفيتامينات التي تلبي احتياجات الجنين حين محاولة الحمل بعد الإجهاض ، وعادة يوصى الأطباء لمدة شهر إلى شهرين من الإجهاض بتناول مكملات الحديد للوقاية من فقر الدم ومضاعفاته.
شاي الأعشاب
يوصى الأطباء خلال فترة النفاس بعد الإجهاض بالإكثار من تناول مشروبات عشبية كالقرفة والزنجبيل والشمر والبابونج ، وذلك بفعل احتوائهم على خواص تعمل على إحداث انقباض وتقلص في الرحم لتحفيز أنسجة الجنين على الخروج من الرحم عبر المهبل ، الأمر الذي يؤدي لتقصير مدة النفاس وتنظيف الرحم.
تجنب الإجهاد
ينصح بالحصول على القدر الكافي من الراحة بعد الإجهاض لتسريع التعافي وذلك من خلال تحسين جودة النوم وتجنب التوتر النفسي وتفادي الأنشطة التي تتطلب مجهود بدني كشغل المنزل وحمل الأوزان الثقيلة.
يوصى الأطباء بالابتعاد عن الجماع بعد الإجهاض لفترة لا تقل عن أسبوعين وذلك لضمان انقطاع الدم النازل الناتج عن طرد الجنين خارج الجسم للوقاية من خطر العدوى ، وسوف نوضح تعليمات الجماع بعد الإجهاض.
يوصى بعد استعادة الجماع قبل مرور أسبوعين من الإجهاض وذلك بالتوازي مع أهمية استعمال وسيلة لتحديد النسل مثل حبوب منع الحمل ، بهدف الوقاية من الحمل السريع الغير مخطط له.
يؤكد الأطباء أن وسائل منع الحمل يتم اللجوء من اليوم التالي للإجهاض وذلك لأن الإباضة يمكن أن تحدث في أي وقت ، وهذا يعني انطلاق البويضة من المبيض وحدوث الحمل إذا تم التلقيح من الحيوان المنوي.
على الرغم من أن زيادة احتمالية الحمل السريع بعد الإجهاض في الشهر الأول وعلى الرغم من نتائج الأبحاث التي تشير إلى ارتفاع معدلات الحمل خلال شهر إلي شهرين من الإجهاض إلا أن لا ينصح بالتسرع في الحمل ، وذلك للأسباب التالية:
يوصى الأطباء بتجنب الحمل السريع بعد الإجهاض حيث ينصح بتأجيل ذلك لفترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر ، وذلك لأن الرحم يكون بحاجة إلى الوقت من أجل التعافي بعد الإجهاض حتى يكون قادر على استيعاب جنين أخر.
على الرغم من أن المبيض يكون قادر على أنتاج بويضة خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإجهاض إلا أن الحمل السريع يعد أمر غير صحي حيث يرتبط بمخاطر الإجهاض المتكرر أو الحمل الضعيف.
بشكل عام ، ينصح قبل محاولة الحمل بعد الإجهاض بمراجعة أخصائي طب النساء للكشف عن سبب الإجهاض حيث أن في حالة أن يكون هناك سبباً طبياً أدي لذلك يجب أن يعالج قبل محاولة الحمل مرة أخرى ، وهو ما يساعد على الحمل السليم وتفادي الإجهاض.
